
وتجري دولة الإمارات العربية المتحدة أكثر من 900 ساعة من مهمات الاستمطار السحابي سنوياً، مع استثمارات كبيرة في الأبحاث والتكنولوجيا التي تقوم بها الحكومة. ويعد برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار، الذي أطلقته وزارة شؤون الرئاسة ويديره المركز الوطني للأرصاد الجوية، برنامجاً طموحاً عالمياً يهدف إلى تعزيز أبحاث الاستمطار وتعزيز الأمن المائي. وتعاونت الدولة أيضًا مع المنظمات الدولية والخبراء لتحسين قدراتها في مجال الاستمطار السحابي.
يتم تنظيم عملية تلقيح السحب في دولة الإمارات العربية المتحدة بدقة شديدة وتتضمن مراحل متعددة، بما في ذلك تحليل الطقس والتخطيط والتنفيذ والمراقبة. يتم إطلاق مشاعل خاصة تحتوي على عوامل نووية في السحب أثناء تلقيح السحب، مما يشجع قطرات السحب على النمو في الحجم حتى تصبح ثقيلة بما يكفي لتساقطها على شكل أمطار.
يتم استخدام أساليب مختلفة لتلقيح السحب في جميع أنحاء العالم، اعتمادًا على عوامل مثل الظروف الجوية وأنواع السحب والنتائج المرجوة. وفي دولة الإمارات العربية المتحدة، يتم استخدام مواد استرطابية صديقة للبيئة، تحتوي على أملاح طبيعية مثل كلوريد البوتاسيوم وكلوريد الصوديوم، بشكل شائع ويتم توصيلها إلى السحب من خلال الشعلات.
يمكن أن تختلف مدة مهمة تلقيح السحب اعتمادًا على الظروف الجوية ونوع السحب التي يتم زرعها والأهداف المحددة. وفي دولة الإمارات العربية المتحدة، قد تستمر المهمة النموذجية حوالي ثلاث ساعات ويتم إجراؤها عند وجود تشكيلات سحابية مناسبة.
يتم تنفيذ مهام تلقيح السحب في دولة الإمارات العربية المتحدة باستخدام طائرات Beechcraft King Air المصممة خصيصًا والمجهزة لنقل قنابل وأسطوانات تلقيح السحب. يتم تشغيل هذه الطائرات بواسطة طيارين مدربين بالتعاون مع خبراء الأرصاد الجوية وخبراء تلقيح السحب.
تحتوي المشاعل النارية المستخدمة في تلقيح السحب على عوامل تلقيح، مثل المواد المسترطبة، التي تنشط التكثيف وتعزز عمليات مثل الاصطدام والالتحام لتكبير قطرات السحب. يتم إشعال هذه الشعلات وإطلاقها من الطائرات أو المولدات الأرضية، مما يؤدي إلى توزيع عوامل البذر في السحب المستهدفة.
لقد ثبت أن تلقيح السحب هو وسيلة موثوقة لتعديل الطقس من خلال تجارب التوزيع العشوائي الإحصائي والاختبارات الميدانية. وقد حقق نتائج إيجابية في تعزيز هطول الأمطار ومعالجة تحديات ندرة المياه في المناطق القاحلة. ومع ذلك، فإن فعاليتها تعتمد على عوامل مختلفة، بما في ذلك نوع مواد البذر، والظروف الجوية، وخبرة الموظفين المعنيين.
بدأت مهمات تلقيح السحب في دولة الإمارات العربية المتحدة بتجربة في عام 1982، تلتها عمليات سنوية دون أساس علمي قوي. وبحلول نهاية عام 1990، تم إنشاء مرافق متقدمة لمواجهة تحديات الأمن المائي من خلال التعاون مع المؤسسات الشهيرة. وفي عام 2015، تم إطلاق برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار (UAEREP)، مع التركيز على تطوير علوم وتكنولوجيا الاستمطار وتوسيع تمويل البحوث والشراكات على مستوى العالم. ويهدف هذا البرنامج إلى تعزيز هطول الأمطار ليس فقط في دولة الإمارات العربية المتحدة ولكن أيضًا في المناطق القاحلة وشبه القاحلة الأخرى.