بالنسبة لشاجاهان كوتيات، كانت كل رحلة إلى مسقط رأسه في ولاية كيرالا بجنوب الهند احتفالًا بالفرح والصداقة - ولكن الآن، تغيرت الأمور إلى الأبد. لقد دمر الانهيار الأرضي الذي ضرب منطقة واياناد يوم الثلاثاء قريته بأكملها. أكثر من 100 من عائلته وأصدقائه إما لقوا حتفهم أو في عداد المفقودين.
وقال لصحيفة خليج تايمز: "والداي وزوجتي وبناتي آمنون لأنهم يعيشون على بعد نصف كيلومتر تقريبًا من موقع الانهيار الأرضي ولكن أكثر من 90 من أفراد عائلتي الممتدة لقوا حتفهم".
"حوالي 12 من أصدقائي في عداد المفقودين. بصراحة، لا نعرف حتى عدد أفراد عائلتي المتبقين. لا يزال الناس يذهبون إلى المستشفيات للعثور على من هم هناك".
ينحدر الرجل البالغ من العمر 37 عامًا، والذي يعمل سائقًا في الإمارات العربية المتحدة، من قرية تشورالمالا، والتي كانت واحدة من أكثر المناطق تضررًا.
"كل ساعة، أحصل على صور لأشخاص اعتقدت أنهم آمنون ولكن تبين أنهم إما مفقودون أو تم العثور عليهم ميتين"، قال.
وقد أدرجت إحدى الوثائق التي شاركها صور وأسماء ما لا يقل عن 50 شخصًا. "الجميع يتداولون هذه الصور محاولين يائسين العثور على أحبائهم".
لقد أدى الانهيار الأرضي، الذي ضرب في وقت مبكر من صباح الثلاثاء بينما كان العديد من الناس نائمين، إلى تدمير مناطق بأكملها في ما يعتبر أسوأ كارثة تضرب ولاية كيرالا منذ الفيضانات المأساوية في عام 2018 والتي خلفت أكثر من 400 قتيل.
بناءً على ما تعلمه من عائلته، قال شاجاهان إن العديد من القضايا ربما أدت إلى الكارثة.
وقال: "عندما تحدثت إلى عائلتي مساء الاثنين، قالوا إنه كان ممطرًا بلا توقف".
"على مجموعات وسائل التواصل الاجتماعي، قال العديد من أصدقائي إنهم ذاهبون إلى المناطق المجاورة لمساعدة الأشخاص الذين غمرت المياه منازلهم. تسبب المطر الغزير في تغيير مجرى النهر وهذا ما تسبب في الكارثة. بعد الانهيار الأرضي الأول، سارع العديد من الناس لمساعدة المتضررين. "بينما كانت عملية الإنقاذ مستمرة، حدث انهيار أرضي أكبر. هذا ما تمكنت من فهمه من عائلتي."
مدرسة مدمرة
قال شاهجان إن ابنته الكبرى كانت في حالة يرثى لها لأنها فقدت أفضل صديقة لها في المأساة.
وقال: "لقد فقدت مجموعة من الأصدقاء في المأساة، بما في ذلك أفضل صديقة لها". "كانت تبكي في كل مرة أتصل بها. قلبي ينفطر عليها وعلى جميع زملائها في الفصل. لقد فقدوا الكثير من زملائهم وأصدقائهم".
كما كان قلقًا بشأن مستقبل بناته بعد تدمير مدرستهن بالكامل.
وقال: "ابنتي الكبرى في الصف العاشر، وهو عام امتحانات المجلس". "ابنتي الصغرى في الصف الثالث. كلاهما درسا في هذه المدرسة، وهي الوحيدة في تلك المنطقة. تقع المدرسة التالية على بعد 15 كيلومترًا من منزلنا. ليس لدي أي فكرة عن كيفية استمرار أطفالي في دراستهم، وخاصة ابنتي الكبرى، لأنها سنة حاسمة لمستقبلها".
وقال إن العديد من أصدقائه غمرت المياه منازلهم بالكامل. شارك مقطع فيديو لمنزل صديق له الآن:
"بعضهم مصدومون للغاية لدرجة أنهم لا يستطيعون التحدث"
وقال شاجاهان إنه بينما مات العشرات، فقد الناجون كل شيء.
وقال: "تم تسوية معظم المنازل بالأرض وفقد الناس كل شيء". "حاليًا، نبحث فقط عن الناجين ونحاول نقلهم إلى بر الأمان. لكن عملية إعادة البناء ستستغرق وقتًا طويلاً للغاية. سيتعين على مئات العائلات التي فقدت كل شيء أن تبدأ حياتها من الصفر".
في ولاية كيرالا، تجري عمليات الإنقاذ على قدم وساق، حيث ارتفع عدد القتلى إلى 158. ومع ذلك، قال شاجاهان إن العديد من العوامل قد تعيق مهمة الإنقاذ.
وقال: "كانت الطريقة الوحيدة للوصول إلى هذه المنطقة هي جسر جرفته الانهيارات الأرضية. يكاد يكون من المستحيل الوصول إلى هناك. تحاول حكومة كيرالا بناء جسر مؤقت لتكون قادرة على جلب المعدات الثقيلة لتحريك الحطام الكبير".
وقال إن العديد من مجموعات WhatsApp الخاصة به أصبحت صامتة. "لقد التقيت بالعديد من الأصدقاء في طفولتي"، كما قال. "لقد مات العديد منهم، بينما أصيب آخرون بالصدمة لدرجة أنهم لم يتمكنوا من قول أي شيء. هؤلاء هم الأشخاص الذين كنت أقضي معهم كل مرة أسافر فيها إلى الهند لقضاء إجازتي. إن احتمال العودة ورؤية كل الأماكن المفضلة لدينا وقد تحولت إلى طين بينما مات العديد من أقرب أصدقائي يملؤني بالرعب".